أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » من هنا وهناك

ظاهرة التسول واساليب المتسولين

- عبد الكريم الحزمي
مع اقتراب شهر رمضان المبارك تنتشر فى الإمارات الكثير من الظواهر المجتمعية الغير مرغوب فيها، منها ظاهرة "التسول" ، وهى ظاهرة دخيلة على المجتمع الإماراتي ، وأصبحت مشكلة اجتماعية آخذة بالازدياد.
 
فقد زادت أعداد المتسولين المضبوطين خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة في الإمارات، مقارنة بالفترة نفسها من يناير حتى مارس من العام الجاري، وذلك وفق تقرير أعدته إدارة البحث الجنائي في شرطة الشارقة، وصف هذه الزيادة بأنها مؤشر يدل على تزايد أعداد القادمين إلى الدولة بطرق مختلفة بغرض التسول، خصوصاً مع قدوم شهر رمضان المبارك وفترة الأعياد.
 
ووفقا لما ورد بجريدة "الإمارات اليوم" أشار التقرير إلى احتمال تزايد أعداد المتسولين خلال الفترة المقبلة ، وأنه نشاط منظم يهدف المتسولون من خلاله إلى استدرار عواطف المحسنين، لتحقيق مكاسب مالية، من دون أن يستبعد عودة عصابات المتسولين التي ضبطت العام الماضي إلى الدولة، في حين رفضت شرطة الشارقة الإفصاح عن أعداد المتسولين الذين ضبطوا خلال الفترات التي أشار إليها التقرير.
 
ضحية سهلة
 
وتظهر ظاهرة التسول بكثرة داخل المساكن والمناطق السكنية ذات الكثافة السكانية العالية من منازل المواطنين وأمام المساجد ، فقد أكد مواطن إماراتي علي أنه كان فريسة سهلة بالنسبة لأحد المتسولين، حيث استوقفه أحد المارة مظهرا حاجته الماسة لمبلغ من المال يكفيه للعودة إلى رأس الخيمة وفوجئ أن نفس الشخص طلب من صديقه مالاً للعودة إلى الفجيرة.
 
وحكى مواطن أخر أن إحدى السيدات العجوزات استوقفته في أحد المولات وأخبرته بحزن أنه يشبه ابنها الذي توفي منذ شهر وطالبته أن يقول لها أمي وأن يتمشى معها حتى يوصلها للباب وقام بحمل حاجاتها ليوصلها الى الباب ليرجع ويشتري حاجاته ليجد فاتورتة 1200 درهم وهو لا يشتري إلا بمبلغ 200 درهم ويخبره المحاسب أن السيدة العجوز لم تدفع وأخبرته أن ابنها سيأتي ويحاسب وأنه سمعه وهو يناديها امي .
 
حيل جديدة
 
وقال مواطن يدعى أزاد عيشو :" دائما نجد متسولين أثناء جلوسنا في المقاهي والمطاعم، أو حتى أثناء السير في السوق، يتوسلون بعبارات مبتذلة ومكررة من أجل الحصول على بعض المال؛ بحجة أنهم من مكان ما، ولا يستطيعون العودة إليه" .
 
واضاف أنه قد تعرض لمتسولة تحمل روشتة للعلاج بهدف استعطاف وطلب المساعدة وظلت تلح ولم تتركه حتى أعطاها مبلغاً من المال وفي اليوم نفسه قابله شخص سُرقت نقوده يطلب العون حتى يعود إلى بلده، ومرة أخرى سيدة تدعي أن أمها ترقد في المستشفى تحتاج العلاج .
 
وترى الوافدة "إيمان . ف" أن التسول يُعد ظاهرة جديدة على المجتمع الإماراتي، وهو ما يتطلب من الجهات المختصة التنبه لها، ومعاقبة المتسولين ممن يسيئون إلى الصورة الحضارية للدولة خاصة إذا كانت من شخص متحايل صحيح البدن، ويبتعد متسولو هذه الأيام عن الصورة التي كانوا يعرفون بها سابقا من ارتدائهم لثياب مهلهلة، أو الظهور بصورة معاق غير قادر على العمل.
 
أما إبراهيم سيد فيقول :" إنه يضطر لإعطاء المتسولين للخلاص من الحاحهم ويطالب بتوقع عقاب تجاه كل من تسول له نفسه استغلال أفراد المجتمع لجمع الأموال بطرق وأساليب غير قانونية" .
 
حملات مكثفة
 
وقال العقيد محمد راشد بيات مدير إدارة البحث الجنائي في شرطة الشارقة :" إن الحملات ستستمر خلال الفترة المقبلة لملاحقة وضبط المخالفين والمتسولين"، مشيراً إلى أنها ستغطي الأسواق والمناطق التجارية والأحياء السكنية وساحات المساجد والمراكز التجارية والمرافق العامة، والمواقع التي يوجد فيها متسولون ومخالفون.
 
واشار إلى أن ذلك يتم بالتعاون مع إدارة مراكز الشرطة ودوريات الأنجاد، والوحدات المعنية بضبط الشارع العام وتعزيز الأمن والهدوء والاستقرار في المجتمع.
 
وأكد بيات أن حملات ضبط المتسولين خلال العام الماضي تمكنت من ضبط عدد من العصابات التي يجلب أفرادها أعداداً كبيرة من المتسولين إلى الدولة، عن طريق تأشيرات الزيارة، وإيجاد مقار لإقامتهم وتوزيعهم على بعض المناطق التي يتردد عليها أفراد الجمهور، بهدف جمع الأموال عن طريق التسول.
 
واشار إلى أن أجهزة البحث الجنائي لم تستبعد أن تعود مثل هذه العصابات الى مزاولة نشاطها، وجلب أعداد أخرى من المتسولين إلى الدولة عن طريق تأشيرات الزيارة، أو عن طريق التسلل.
 
وأضاف بيات أن الحملة ستمتد كذلك لتشمل ضبط السلوك العام في الأسواق والمراكز التجارية، بغرض الحد من الممارسات التي تخدش الحياء العام، مؤكداً نشر فرق الآداب لتتعامل مع كل من تسول له نفسه التعرض لمرتادي هذه الاماكن من الأسر والأفراد، وحذر من أن عقوبات مشددة ستوقع على مرتكبي هذه السلوكيات والمخالفات.
 
دعوة لعدم التعاطف
 
ودعت شرطة الشارقة المواطنين والمقيمين إلى عدم التعاطف مع المتسولين أو تقديم المساعدة لهم، والامتناع عن تقديم الهبات والتبرعات إلا من خلال القنوات الشرعية والهيئات والجمعيات المصرح لها بذلك.
 
وصرح مصدر في شرطة الشارقة بأنه تم التنسيق مع جمعية الشارقة الخيرية بشأن استقبال أي حالة يثبت حاجتها الفعلية إلى العون، وتقديم المساعدة الفورية لها ضمن الشروط المطلوبة لمثل هذه الحالات من خلال الجمعية.
 
ودعا المصدر إلى الإبلاغ عن المتسولين والباعة المتجولين، من خلال الاتصال بالهواتف التي أعلنت عنها إدارة البحث الجنائي، ومن بينها الرقم ،999 والتواصل مع فرقة حماية الآداب، مشيراً إلى أن شرطة الشارقة كثفت جهودها منذ بداية الشهر الجاري لملاحقة وضبط المتسولين، والباعة المتجولين، والأشخاص المتورطين في مخالفة القانون، بغرض ضبط الشارع العام.
 
وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه أن الحملات أسفرت عن ضبط أعداد كبيرة من المخالفين، واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم، وإبعاد المقيمين بصورة غير مشروعة والمتسللين.
 
توعية
 
وترى الاخصائية هدى علي السباعي أن الدور قائم على المجتمع نفسه في التحري عن مصداقية اولئك ومدى كذبهم من أجل مكافحة التسول عبر التوعية المستمرة التي تهدف إلى تبيان المظاهر غير الأخلاقية والحضارية من خلال التوعية الإعلامية المتكررة المرئية والمسموعة والمقروءة وكذلك خطباء المساجد وغيرها من الوسائل وطالبت افراد المجتمع بالإبلاغ عن أي متسول حتي يكون عبرة لغيره، خاصة من يجدونه قادراً على العمل حتى يتم الحاقه بمهنة بدلاً من التسول .

Total time: 0.0543