أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

هذه دوافع باكستان في الوساطة بين السعودية وإيران

- متابعات
بعد توتر العلاقات السعودية – الايرانية في اعقاب الاعدامات التي نفذتها المملكة، وردود الافعال الايرانية إثر ذلك، آثرت باسكتان اتخاذ موقف حيادي في النزاع القائم بين البلدين.



وتعاني اسلام اباد داخلياً من توترات طائفية وتعمل على تعزيز روابطها الاقتصادية مع كلا البلدين.



وجاء في بيان صدر في إسلام أباد أن رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف دعا لحل الخلاف “لما يصب في مصلحة الوحدة الإسلامية.


”وعقب الإعلان عن إعدام نمر النمر اقتحم متظاهرون إيرانيون السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مدينة مشهد، مما دفع الرياض وعددا من حلفائها لقطع العلاقات مع طهران.



وتبع هذا الحدث انطلاق موكبين لمتظاهرين بعد صلاة الجمعة وسط العاصمة إسلام أباد. الموكب الأول لمئات من السُنة الذين نددوا بالاعتداء على السفارة السعودية في إيران، حيث هتف أحد المتظاهرين:”إيران تلعب دورا خطيرا داخل العالم الإسلامي.



فهي تتدخل باستمرار في شؤون دول أخرى. إنها تزرع بذور الكراهية والعنف بين المسلمين”.



وبعيدا ببعض الكيلومترات كان مئات الباكستانيين الشيعة يتظاهرون احتجاجا على إعدام السعودية لرجل الدين الشيعي نمر النمر.



ويكشف هذا أن باكستان منقسمة: فالشيعة هناك يقفون إلى جانب إخوانهم الإيرانيين في العقيدة هم أقلية، غير أنهم يشكلون نسبة 20 في المائة منمجموع السكان، أي 40 مليون نسمة.



ويبقى السُنة الأغلبية في البلاد التي تربطها علاقاتوطيدة مع الرياض التي زارها رئيس الوزراء الباكستاني شريف بعد أيام من زيارة وزير الخارجية السعودي وولي عهدها إلى إسلام أباد، مما يبرز قوة العلاقات بين البلدين.



ولكن في ظل وجود أقلية شيعية كبيرة العدد في باكستان فإن البلد الآسيوي مُعَرض لخسارة الكثير إذا أُثيرت بداخله توترات طائفية.



هذا الوضع الحساس لباكستان يقول عنه طاهر مالك، أستاذ بالجامعة الوطنية الباكستانية بحسب DW:”إيران والسعودية تكتسيان أهمية كبيرة بالنسبة لباكستان.



فإيران هي جارتنا المباشرة. والعربية السعودية شريكنا الوثيق. ويجب على سياستنا الخارجية أن تراعي مصالحنا القومية، وليسمصالح مجموعة دينية”.


ويجب الإشارة هنا إلى أن إسلام أباد كانت قد رفضتالعام الماضي دعوة السعودية للانضمام للتحالف الذي تقوده الرياض في اليمن لمحاربة حوثيين شيعة متحالفين مع إيران.


ويعتبر ساسة كبار في باكستان أن القيام بدور الوساطة بين الرياض وطهران نهج جيد، فقد يساهم أيضا في كبح جماح التوترات الطائفية داخل باكستان.



ولدى باكستان إضافة إلى ذلك أسباب أخرى تشرح مبادرة التوسط بين السعودية وإيران، حيث إن السعودية هي أهم مصدر للنفط والشريك الأوثق، ناهيك عن الاستثمارات السعودية داخل باكستان.



وقال المتحدث باسم الخارجية الباكستانية قاضي خليل الله إن “التصعيد الأخير بين المملكة السعودية وجمهورية إيران الإسلامية يقلق باكستان كثيرا”، مستخلصا أن تسوية الخلاف تصب في صالح الأمةالإسلامية.



وبعد رفع العقوبات الاقتصادية الغربية على إيران، من الممكن أن تتصبح هذه الأخيرة مصدرا هاما لتزويد باكستان بالغاز، والتي تتطلع منذ 15 عاما إلى استكمال بناء أنبوب غاز لتغطية حاجياتها المزمنة من الطاقة.



ومن خلفية هذه المعطيات يتضح منطق المبادرة الباكستانية للوساطة بين الرياض وطهران.



وزار رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف السعودية الاثنين )18 يناير/ كانون الثاني 2016 ( قبل التوجه إلى إيران يوم الثلاثاء، والتقى شريفبالعاهل السعودي الملك سلمان ومسؤولين سعوديين في محاولة لرأب الصدع المتفاقم بين السعودية وإيران عقب قيام المملكة بإعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر.

Total time: 0.057