أخبار الساعة » السياسية » عربية ودولية

كيف صمدت داريا وانهارت حلب بسرعة؟.. "مصدر مطلع" يجيب

- متابعة
زعمت صحيفة السفير اللبنانية المقربة من "المحور الإيراني" أن السقوط السريع للأحياء الشرقية بمدينة حلب شمال سوريا، كان بفعل "عملية استخبارية معقدة وطويلة" بدأت بعد سيطرة الفصائل المعارضة على الأحياء الشرقية عام 2012..
 
وأجرت الصحيفة مقارنة بين المعارك التي جرت في بلدة داريا في ريف دمشق والتي استغرقت عدة أعوام دمرت فيها البلدة بالكامل، وبين معارك الأحياء الشرقية في حلب التي سقطت خلال أسابيع. 
 
ورأت "السفير" أن داريا "لم تكن تحظى بدعم غربي، كونها محاصرة وخطوط إمدادها مقطوعة، كذلك لم تكن أنقرة وراءها ومعركة واحدة من معارك داريا الصغيرة تعادل ما جرى في الأحياء الشرقية بحلب، رغم كثافتها وضخامتها" على حد وصف الصحيفة
 
ونقلت عن مصدر زعمت أنه "مطلع" قوله، إن "جهود العشرات من عقول الاستخبارات السورية وعمل المئات من العملاء على الأرض، طوال أشهر طويلة تخللها الكثير من المصاعب والتحديات، هي التي مهدت الطريق أمام الجيش السوري لتحقيق النصر الكبير الذي حققه في الأحياء الشرقية".
 
وأشارت إلى أن الاستخبارات السورية، "زرعت العيون والعملاء والجواسيس في البنى العسكرية والأمنية والاقتصادية والإعلامية كافة" لفصائل المعارضة المسلحة في مدينة حلب، ونجحت "باختراق مستويات قيادية مؤثرة سواء على الصعيد العسكري أو الأمني أو الإعلامي"، وفقا لمزاعمها.
 
وقالت إن عملية "تراكمية طوال السنوات الماضية بدرجات متفاوتة حصلت من خلال الاستخبارات السورية على كنز معلومات وصور وإحداثيات واطلاع تفصيلي، بما كان يجري من نقاشات في بعض غرف عمليات المعارضة، خاصة تفاصيل الخطة العسكرية لملحمة حلب الكبرى".
 
وأشارت نقلا عن المصدر أن "تفعيل دور العيون والعملاء في الأيام التي سبقت إطلاق عملية الجيش، هو الذي أدى إلى الانهيارات التي حصلت في صفوف الجماعات المسلحة، بعدما اكتشفت هذه الجماعات منذ الضربات الأولى للطيران والمدفعية أنها مكشوفة وعارية، وأن من يضربها بهذه الدقة لا يفعل ذلك إلا لأنه يملك معلومات كافية عن جميع تحصيناتها وخططها الدفاعية، وإحداثيات أهم مراكزها ومعاقلها ومستودعاتها".
 
ولفتت الصحيفة إلى أن قائد حركة نور الدين زنكي المدعو "أبو بشير معارة"، الذي يشغل منصب القائد العسكري العام لـ"جيش حلب"، تحدث علنا عن الخيانة كما كتب على حسابه على تويتر، وأنه "لولا خونة الداخل ما تجرأ علينا عدّو الخارج في إشارة إلى جيش النظام".
 
وزعمت أن "الزنكي" بعد تحريات قامت بها خلال الأيام الماضية، "اكتشفت" أمر بعض الشبكات المرتبطة مع النظام السوري وعملت على ملاحقتها والقبض على أفرادها.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن غالبية أفراد هذه الشبكات ومن بينهم أشخاص عملوا كإعلاميين لدى بعض الفصائل، تمكنوا من الهرب والوصول إلى مناطق سيطرة النظام، فيما لا يزال قسمٌ منهم يحاول الهروب ووقع بعضهم بيد الجهاز الأمني لحركة "الزنكي"، حيث يجري التحقيق معهم حاليا في محاولة لكشف باقي الشبكات.
 
وأضافت "السفير" أن كشف الشبكات أمر صعب؛ لأنها مشكلة "وفق البنية العنقودية بحيث لا تعلم كل شبكة شيئا عن الشبكات الأخرى".
 
 
وزعمت الصحيفة أن حالة من "انعدام الثقة" وقعت بين الفصائل المقاتلة في حلب أدت لهذه النتيجة، كان أبرزها إصابة القائد العام لجيش حلب أبو عبدالرحمن نور بعد ساعات من تعيينه.
 
وقالت إن معلومات حصلت عليها من مصدر مقرب من أحد فصائل الجيش الحر في الأحياء الشرقية، تشير إلى أن هناك شبه يقين من أن محاولة اغتيال قائد الجيش بعد ساعات من إعلانه، إما أن تكون "نتيجة تسريب معلومات عن مكان وجوده للجيش السوري، أو أنه استُهدف من نيرانٍ يفترض أنها صديقة وهو ما تجري التحقيقات بشأنه حتى الآن من قبل بعض الفصائل المعنية، والنتيجة واحدة في كلتا الحالتين هي انعدام الثقة بين الفصائل".
 
ونقلت الصحيفة عن معيوف أبو بحر القائد العسكري لقطاع حلب في حركة "الزنكي"، أن العديد من المعلومات السابقة دلت على "وجود بعض الخونة ممن كانوا يحملون السلاح والكاميرات بجانبنا لوقت طويل".
 
وقال أبو بحر إن "التطهير بحق هؤلاء في مراحله الأخيرة، والفصائل بدأت بامتصاص الصدمة وإعادة ترتيب أوراقها، بعد هروب الخونة وإلقاء القبض على من تبقى داخل مناطقنا".
 
وعن مبادرة الهدنة لمدة خمسة أيام قال معيوف أبو بحر، إنه "لا يتوقع موافقة موسكو عليها، بالإضافة إلى أن طرح الهدنة لا يعني الموافقة على خروج الفصائل المسلحة من حلب".

Total time: 0.0933