أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

ما هكذا تورد الابل..

- د.سامي عبد العزيز العثمان

 على مدار ما يزيد عن أربعة اعوام استطعت مع الزميلة الاستاذة سعاد الديب نائبة رئيس الإتحاد العربي للمستهلك ومديرة المركز الاعلامي المصري للمستهلك في التأسيس لمشروع المركز العربي الاعلامي لتوعية المستهلك وكان هذا في اجتماع الاتحاد الذي انعقد في بيروت وفي ملتقاه العاشر،
وقد كانت رؤيتنا للمركز ان يكون المصدر الرئيسي والمرجعية الاعلامية لكل مستهلك عربي فيما يتعلق بثقافته الشرائية والاستهلاكية والحقوقية ،وبذل كافة الجهود الفردية والمؤسسية من خلال كافة وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمكتوبة لتعميم الثقافة الاستهلاكية والحقوقية لتمكين المستهلك العربي ليكون خط الدفاع الاول عن قضاياه وحقوقه في كل ما يتعلق بسلامته وصحته واقتصاده،
وقد جاءت فكرة إنشاء المركز الاعلامي للمستهلك العربي انطلاقا من الحاجة الملحة لوجود كيان معنوي وتنظيمي ينضوي تحت لوائه كافة المعنيين بحماية المستهلك من مفكرين وممارسين وناشطين وخصوصا الإعلامين،وقد استندنا في الرؤية الفاعلة لما يمكن ان يحققه الاعلام وصناعة الراي العام الضاغط والذي يعتبر من اهم الركائز لأي تحرك مستقبلي نحو تحجيم المشتغلين من أصحاب التجارة والمال من ناحية ونحو توعية المجتمع والمستهلكين وباتجاهات الاسعار والخدمات،لذا فقد اعتبرنا ان بناء القدرات التوعوية والتحالف الايجابي مع وسائل الاعلام المختلفة سيمثل حجر الزاوية للمركز من اجل نشر الوعي الاستهلاكي لمواجهه غلاء الاسعار والحد من انتشار البضائع المغشوشة والمقلدة والمنتهية الصلاحية والاعلانات المضللة وما شابه ذلك ويقوم بخدمة المركز وسيلة تعتبر من الوسائل المهمة والحيوية والمتمثلة في قناة فضائية متخصصة للمستهلك تبث على مدار اربعة وعشرون ساعة،
وقد تم طرح المشروع على زميلنا الدكتور محمد عبيدات رئيس الاتحاد العربي للمستهلك في حينه والذي اعجب كثيرا بالمشروع ودعمنا وساندنا في هذا التوجه واستطعت ان اكون شراكة استراتيجية ما بين مشروع المركز الاعلامي لتوعية المسهلك والاتحاد العربي للمستهلك،وكنت طوال الفترة الماضية أبحث عن دولة عربية تستضيف المركز وتدعمه ،
وبالفعل أيقنت تماما أن دولة قطر وبما تملكه من ادوات ومفردات داعمة لأي مشروع عربي يصب في خدمة الانسان وقضاياه رأيت ان اقدم هذا المشروع لدوحة العرب قلب العروبة النابض لاسيما ان ما لمسته من اهتمام بالغ من سمو الامير وولي عهده وسمو رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية والذين يعتبرون من اهم مهندسي مؤسسات المجتمع المدني في المنطقة،لذا فالمستهلك وقضاياه اصبحت وبكل أمانة الشغل الشاغل لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني،
وقد جمعتني الصدفة وفي المؤتمر الاول لحماية المستهلك والذي انعقد في الدوحة مؤخرا حيث كنت اشارك بورقة عمل في ثنايا المؤتمر بالاخ جاسم بن جبر ال ثاني مدير ادارة المستهلك في وزارة الاعمال والتجارة وقمت باطلاعه على مشروع المركز العربي وقناته الفضائية ورغبتنا الشديدة ان يتم استضافة المركز في دوحة العرب،وقد وعدني بأن يقوم بالرفع للجهات المختصة وحتى يتم دعم هذا المشروع من قبل الديوان الاميري،وبعد مضي شهرين جائتني دعوة من الاخ جاسم لزيارة قطر ونفس الدعوة تم تقديمها للدكتور محمد عبيدات رئيس الاتحاد والاخ الاستاذ ناصر بن سعيد الخصيبي أمين عام الاتحاد بخصوص المركز العربي والتفاهم حولة ،
وبالفعل كان لنا شرف لقاء وكيل وزارة الاعمال والتجارة المساعد الاستاذ محمد السعدي والذي وجدنا منه كل ترحيب،الا أنني شعرت ولمست في نهاية الامر ان زميلنا الاخ جاسم ال ثاني مدير ادارة المستهلك في وزارة الاعمال والتجارة يريد ان يكون المركز العربي الاعلامي لتوعية المستهلك والذي يضم النخب الاعلامية العربية والمتخصصة وبعضهم وزراء واساتذة وباحثين سابقين أو على رأس العمل بان يكونوا تحت ادارته ومسؤوليته وهذا الذي رفضته تماما ولم ولن اقبل به البته،وهذا في واقع الامر ما دعاني للانسحاب كما أنني أعلن من هذا المقام ان مشروع المركز العربي الاعلامي لتوعية المستهلك وقناته الفضائية تمثل احدى حقوقي الادبية ولن اسمح بمسها من أي شخص أو جهة كانت باعتباري سجلتها في منظمة الحقوق الدولية واملك حق وفكرة المشروع،ولم يتبقى سوى ان اقول لاخي جاسم بن جبر ال ثاني مدير ادارة المستهلك بوزارة الاعمال والتجارة ما هكذا تورد الابل.مؤسس مشروع المركز العربي الاعلامي لتوعية المستهلك

رئيس قناة المستهلك الفضائية

Total time: 0.0683