أخبار الساعة » السياسية » عربية ودولية

خالد مشعل يقوم بأول زيارة الى قطاع غزة منذ 45 عاما

خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يسجد لدى وصوله معبر رفح وهو في طريقه إلى قطاع غزة يوم الجمعة - رويترز
- رويترز

وصل خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الى قطاع غزة يوم الجمعة بعد أن قضى 45 عاما في المنفى خارج الأراضي الفلسطينية في زيارة تبرز الثقة المتزايدة التي اكتسبتها الحركة بعد الصراع الذي اندلع في الآونة الأخيرة مع اسرائيل.

وسجد مشعل شكرا بعد أن مر عبر معبر رفح ثم استقبله عشرات المسؤولين من الفصائل الفلسطينية المختلفة.

وسيقضي مشعل أقل من 48 ساعة في القطاع الساحلي وسيحضر احتفالا يقام يوم السبت بمناسبة مرور 25 عاما على تأسيس الحركة كما أطلق عليه ايضا "مهرجان الانتصار" بعد القتال الذي دار مع اسرائيل في نوفمبر تشرين الثاني الماضي.

وقال محمود الزهار العضو البارز بالحركة إن كل الفلسطينيين سيعودون الى ديارهم في نهاية المطاف وأضاف أن مشعل يعود بعد انتصار.

وغادر مشعل (56 عاما) الضفة الغربية مع عائلته بعد حرب عام 1967. ولم يطأ مشعل قط أرض قطاع غزة الذي يعيش فيه 1.7 مليون فلسطيني.

وفي وقت لاحق يوم الجمعة من المنتظر أن يزور مشعل منزل الشيخ احمد ياسين مؤسس الحركة الذي اغتالته اسرائيل عام 2004 . كما يزور منزل احمد الجعبري القائد العسكري للحركة الذي قتل في غارة جوية اسرائيلية الشهر الماضي.

وتقول إسرائيل إن هجماتها الجوية لم تؤد فقط إلى قتل أحمد الجعبري القائد العسكري لحماس وإنما استنزفت أيضا مخزون الأسلحة لدى الحركة.

ولكن من الواضح أن الحرب عززت مكانة حماس في المنطقة بحصولها على تأييد دول عربية مجاورة بينما أدت إلى تهميش حركة فتح. وعضد دور مشعل في التفاوض على الهدنة مكانته الشخصية داخل حماس رغم أنه يقول إنه يعتزم التنحي عن زعامة الحركة قريبا.

ودفعت انتفاضات الربيع العربي في العامين الماضيين بأصدقاء لحماس للسلطة في أنحاء متفرقة في المنطقة وفي مقدمتهم الرئيس المصري الجديد محمد مرسي التي تعد جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها وكانت محظورة لفترة طويلة الزعامة الروحية لحركة حماس.

وسيكون الحدث الأبرز في هذه الزيارة المهرجان الذي يقام غدا وتعلن فيه حماس انتصارها في المواجهة التي استمرت ثمانية ايام مع اسرائيل واسفرت عن مقتل 170 فلسطينيا وستة اسرائيليين. وانتهت بتهدئة بوساطة مصر.

وأقيم مسرح كبير في مدينة غزة مع نموذج ضخم لصاروخ من طراز (إم 75) الذي أطلق على تل ابيب والقدس في الحرب الشهر الماضي.

وينظر إلى ذلك المهرجان باعتباره انفتاحا على الفصائل الأخرى وتلميحا لاستعداد جديد للسعي للمصالحة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي تدير حكومته شؤون الضفة الغربية.

وقال مشعل في مقابلة مع رويترز في قطر يوم الجمعة الماضي إن هناك اجواء تسمح بإنجاز المصالحة. ويعيش مشعل في قطر منذ أن غادر سوريا في وقت سابق هذا العام.

وقال زعماء لحماس في السنوات القليلة الماضية إن الحركة يمكنها أن تتعايش سلميا إلى جانب إسرائيل إذا حصلت على دولة على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل في عام 1967 رغم أن الميثاق التأسيسي للحركة في عام 1988 يدعو إلى القضاء على إسرائيل واستعادة أرض فلسطين التي كانت تحت الانتداب البريطاني بالكامل.

وأشار زعماء مختلفون من حماس أحيانا إلى استعداد للتفاوض على هدنة مع إسرائيل قد تستمر لعقود. لكن حماس لا تزال تقول إنها لن تعترف رسميا بالدولة اليهودية بينما تنظر إسرائيل ومعظم الدول الغربية إلى حماس باعتبارها جماعة إرهابية.

وأدار مشعل حركة حماس من دمشق من عام 2004 إلى يناير كانون الثاني الماضي عندما غادر العاصمة السورية بسبب المعارك الدائرة بين قوات الرئيس بشار الأسد ومعارضيه. وهو يتنقل الآن بين الدوحة والقاهرة.

وأضعف رحيله المفاجئ من دمشق مكانته داخل حماس ومنحته العلاقات مع دمشق وطهران أهمية ولكن بعد أن انهارت تلك الصلات بدأ منافسوه المقيمون في غزة تأكيد سلطتهم.

ولكن الزعيم المقيم في المنفى استعاد المبادرة في الحرب التي اندلعت في نوفمبر الماضي بالتعاون الوثيق مع مصر لتأمين الهدنة

Total time: 0.0507