أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

زيارة الرئيس هادي الأولى لروسيا الإتحادية

- د/ علي عبد القوي الغفاري

لانشغال الرئيس  عبد ربه منصور هادي في تسيير شئون البلاد خلال العام الأول من رئاسته لليمن فلم يتمكن من زيارة العاصمة الروسية موسكو ضمن الدول الغربية التي زارها  العام الماضي والتي تمت عند إنعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة ورئاسة مؤتمر المانحين في نيو يورك ، وهاهو اليوم يقوم بأول زيارة للعاصمة موسكو حيث يرتبط البلدين بعلاقات تاريخية خاصة ، إذ أن المملكة المتوكلية اليمنية أقامت علاقات دبلوماسية مع الإتحاد السوفيتي السابق وتم التصديق عليها في موسكو في 28 يناير 1928 ، وكان الإتحاد السوفيتي هو البلد الثاني في العالم بعد إيطاليا الذي وقع  اليمن معه معاهدة الصداقة والتجارة  ، ومرد توقيع الدولتين  إيطاليا والإتحاد السوفيتي معاهدات صداقة وافتتاح مكاتب لهما في اليمن فمرد ذلك هو إيجاد أسواق تجارية لهما في اليمن وأهمية موقع اليمن الإستراتيجي والتنافس الدولي على الدول المحاطة بالبحار والمضائق العالمية  ، هذا الموقع الذي تملكه اليمن والذي بسببه تعرض للغزو والإحتلال ، وقد جنت موسكو الكثير من إرتباطها باليمن  في مقدمة.
ذلك ما يخدم سياستها الداخلية والخارجية في المنطقة  القائمة على أساس حرية الشعوب في تقرير مصيرها ، وعدم التدخل في شئون الأخر ، والإحترام المتبادل، وكي تكون  أولاً قريبة من المواقع الإستراتيجية  ، فضلاً عن مزاحمة ومنافسة النفوذ البريطاني في جنوب البحر الأحمر ، حيث رست بعد توقيع المعاهدة أول سفينة سوفيتية  في عدن عام 1928م.
 
وبقيام النظام الجمهوري في اليمن عام 1962 كان الإتحاد السوفيتي الدولة الثانية في العالم بعد مصر عبد الناصر التي إعترفت على لسان الزعيم السوفيتي خروتشوف بالنظام الجمهوري في الأول من اكتوبر 1962 حيث أعلنت موسكو إعترافها وأنها ضد أي تدخل أجنبي في شئون اليمن  ولايمكن السماح بذلك.
 .
وكان الإتحاد السوفيتي في مقدمة الدول الصديقة التي رحبت  وأيدت إعادة الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م ، من جانبها فإن الجمهورية اليمنية أعلنت عن ترحيبهاواعترفت بقيام روسيا الإتحادية   التي قامت على أنقاض الإتحاد السوفيتي السابق في الثالث من ديسمبر 1991م .

وبقدر تأييد الإتحاد السوفيتي السابق للقضايا العربية فقد كان دوماً مع العرب وقدم المساعدات المختلفة بما في ذلك في المجال التسليحي وكان موقفه ولازال من القضية الفلسطينية على الدوام موقفاً متميزاً ، وقدم الكثير من المساعدات والقروض والمنح الدراسية والتدريبة لعدد من الدول العربية ، ودرس الألاف من اليمنيين من شمال الوطن وجنوبه في الجامعات والمعاهد الروسية وفق الإتفاقيات التعليمية الثنائية مع موسكو.

وإذا كانت هذه الزيارة للرئيس عبد ربه منصور هادي تأتي واليمن الواحد الموحد يخوض مسارات الحوار الوطني الشامل  فإن روسيا الإتحادية ضمن الدول الراعية للمبادرة الخليجية ، و مشاركتها دون شك تعد من الضمانات التي يعلق عليها أعضاء  مؤتمر الحوار الوطني الشامل ومعهم أبناء الشعب اليمني العظيم  نجاح الحوارو يرون في المؤتمر المخرج الذ ي من خلاله يحقق اليمنيون أهداف الثورة ويعملون من خلال الحوار الدائر الذي إنطلق يوم 18 مارس الجاري وعقد جلسته الثامنة صباح اليوم 30 مارس برئاسة الرئيس هادي  وغداً بإذنه تعالى  وهو اليوم الذي يبدأ الرئيس زيارته لموسكو ، يتم تشكيل اللجان التي ستتولى دراسة كافة القضايا التي تهم الشعب اليمني بما يحفظ وحدته وأمنه واستقراره  والولوج إلى بناء الدولة اليمنية الحديثة والمنشودة ، يسود خلالها العدل والمساواة والمواطنة المتساوية بين أبناء الشعب الواحد ،.

ومما لاشك فيه أن الزيارة التاريخية التي أعلن عنها رئيس الدبلوماسية اليمنية ستدفع بعلاقات البلدين الصديقين إلى الأمام ، والشعب اليمني لا ينسى دور روسيا الإتحادية في مساعدة اليمن والوقوف معه في مختلف المجالات ، لهذا تأتي هذه الزيارة التي نأمل أن تسفر عن تطوير علاقات الصداقة بين صنعاء وموسكو في مختلف المجالات .
والله من وراء القصد ،
د/ علي عبد القوي الغفاري
رئيس المركز اليمني للدراسات الدبلوماسية والعلاقات الدولية

Total time: 0.063