أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

رويترز: محللين يساورهم القلق من اندلاع القتال مرة أخرى نظرا للعداء بين الأطراف المختلفة في صنعاء

مسلحون موالون للزعيم القبلي صادق الاحمر قرب منزله في صنعاء يوم أمس السبت - رويترز
- رويترز

عاد قدر من الهدوء الى العاصمة اليمنية يوم الاحد بعد ساعات من توصل أفراد القبائل المسلحين وقوات الرئيس علي عبد الله صالح الى هدنة لوقف الاشتباكات التي تهدد بانزلاق البلاد الى حرب أهلية.

وعاد المارة والسيارات الى شوارع صنعاء التي اندلعت بها معارك محتدمة خلال نحو أسبوع من القتال الذي أسفر عن سقوط 115 قتيلا على الاقل وأثار مخاوف العالم ازاء البلد الذي يقع قرب ممر حيوي للشحن والذي يمر به نحو ثلاثة ملايين برميل من النفط يوميا.

وكان أحدث عنف الذي شهد مواجهة بين قوات صالح وأعضاء من قبيلة حاشد التي يتزعمها صادق الاحمر هو الاعنف منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في يناير كانون الثاني وأشعله رفض صالح التوقيع على اتفاق منفصل لنقل السلطة.

وشمل اتفاق وقف اطلاق النار سحب أفراد القبائل المسلحين من المباني الحكومية وخطوات لاعادة الحياة لطبيعتها في حي الحصبة بصنعاء حيث دفع القتال بالاسلحة الالية والقنابل الصاروخية وقذائف المورتر الاف السكان الى الفرار من المدينة.

وعلى الرغم من الهدنة فان المحللين يساورهم القلق من احتمال اندلاع القتال مرة أخرى نظرا للعداء بين الاطراف المختلفة والغضب الشعبي المتزايد من صالح لتمسكه بالسلطة بعد 33 عاما قضاها في الرئاسة في أزمة جعلت البلاد على وشك الانهيار المالي.

وتمتد الهدنة أيضا لمناطق خارج صنعاء حيث اشتبك أفراد قبائل مع الحرس الجمهوري وهاجمت القوات الجوية أفراد القبائل المسلحين بالقنابل.

وقال وزير التجارة اليمني لرويترز يوم السبت ان هذه الازمة السياسية أدت الى تكبد اقتصاد البلاد ما يصل الى خمسة مليارات دولار وهناك حاجة فورية لتقديم المساعدة لمنع الانهيار في البلد الذي يبلغ فيه الناتج المحلي الاجمالي الاسمي 31 مليار دولار.

وقال مسؤولون أمريكيون ان الولايات المتحدة تشعر بالقلق من أن الخصومة بين القبائل المختلفة تعقد جهود التوصل الى اتفاق لنقل السلطة وتعتقد أن تنظيم القاعدة يحاول استغلال الاضطرابات هناك.

وقال مسؤول "العناصر القبلية وكذلك المتطرفة تحاول استغلال الاضطرابات الحالية لتحقيق مطالبها المحدودة."

وأغضب صالح المفاوضين الدوليين الذين يقولون انه يفرض مرارا وتكرارا شروطا جديدة في كل مرة يحل فيها توقيت توقيع اتفاق نقل السلطة برعاية دول مجلس التعاون الخليجي وكان أحدث طلب هو تنظيم مراسم عامة للتوقيع.

ولقي نحو 300 شخص حتفهم على مدى الشهور الماضية أثناء محاولة الرئيس اليمني وقف الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية بالقوة.

لكن القوى العالمية ليس لديها ثقل يذكر للتأثير على الاحداث في اليمن حيث تمثل الانتماءات القبلية أكبر عنصر في النسيج الاجتماعي.

ويقول محللون ان من المخاوف التي تساور العالم أن يستغل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المتمركز باليمن الاوضاع في تنفيذ تفجيرات.

وفي جنوب اليمن قال سكان يمنيون لرويترز اليوم ان تنظيم القاعدة واسلاميين متشددين سيطروا على بلدة زنجبار الساحلية عاصمة محافظة أبين.

وقال أحد السكان "جاء نحو 300 اسلامي متشدد ورجال من تنظيم القاعدة الى زنجبار وسيطروا على كل شيء يوم الجمعة."

وفي الجنوب أيضا فقد ثلاثة من عمال الاغاثة الفرنسيين ومسؤول امن محلي يوم السبت ويعتقد أنهم خطفوا.

وتشهد البلاد من حين لاخر حوادث خطف يقوم بها أفراد قبائل لديهم متاعب مع الحكومة لسائحين أو عمال غربيين مقابل فدية أو تنازلات. وأفرج عن أغلب الرهائن دون أن يمسهم سوء

من سامية نخول ومحمد صدام

(شارك في التغطية محمد الغباري في صنعاء ومحمد مخشف في عدن وايلين ماسي بيريفور في باريس)

 

 

Total time: 0.0753