أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

ولا تمشي في الأرض مرحاً

- أيهم أحمد

مساء تعرت فيه السلطة وهي تطلق ملايين الرصاصات لاعبة بأرواح الشعب ومتعمدة للقتل وهي من تعرف أن الرصاص الراجع يقتل ويجرح ، ولماذا تلك الملايين من الرصاصات التي ذحل المواطن اليمني لأجلها والرصاص لم يذحل ، لأجل خبر أن عملية صالح نجحت ، مجرد خبر ، ومجرد شخص ، فهل إذا تعافى قدمنا له قرباناً وبرك من دماء المواطنين ؟ هل وصلت الجرأة على الله إلى هذا الحد؟

 

هل تظن السلطة أنها بهذا السلوك قد أغاضت أحداً أو وطدت من هيبة الدولة بل إنها أثبتت فشل الدولة؟ فهل تستحق المباركة لأنها عجلت بزوال نفسها وبطريقتها الفارغة؟ وبرغم قصة طارق محمد بأن آخر ما قال له عمه أن يا طارق لا تطلقوا رصاصة واحدة ، فإذا بالأولاد – أبطال الهواء – الأبرار يطلقون ملايين من الرصاصات ، رصاصات أغضبت السماء وأضجعت ليل صنعاء والمدن ورجعت الرصاصات لتودي بحياة المواطنين البسطاء وتجرح العديد ، وغيرها نزل دوياً أزعج مريضاً وأخاف طفلاً وأرعب أمراءة، وكل أولئك لا ذنب لهم إلا أن السلطة لم تعرف وسيلة للإحتفال وشكر ربها إلا بالرصاص ، لأنها لم تبلغ بعد ألف باء القلم الرصاص!

 

إن هذه الدعارة السياسية اللاأخلاقية في الإحتفال ، لا تعد إلا أن تكون شهادة شهد بها النظام على نفسه ، وزرع مسماره الأخير على نعشه ، وليس أن هذه الليلة رسالة سترعب اليمنيين المغلوب على أمرهم ، فهذا لن يكون ، بل هي ليلة طلاق هذه السلطة بالثلاثة!

 

ولئن كنت أتصور أني نفسي عبيطاً إذ كنت أسمع دوي الرصاص وأفكر كيف أتفادى راجعها ، فأي عباطة هي القصوى وأي حماقة هي العظمى وأي دم بارد هذا الذي جعل السلطة تطلق هذه الملايين من الرصاصات لحياة شخص أو موت شخص ؟ ولو أن لهم في التوفيق نصيب لعلموا أنما هذه هي الأعمال بل والجرائم التي تعجل بسقوطهم على مرأى ومسمع من العالم وبدون أي عزاء لهم ، فقد تكشفت نياتهم وظهروا على حقيقتهم المخزية ، وفضحتهم أفعالهم ، فهل بعد هذه الليلة يبقى لهذه السلطة أي حق في هذه الولاية؟

 

وأين موقف المعارضة الفاشلة على الدوام في التحكم والسيطرة وقد بلغ السيل الزبى؟  فكيف تريد أن تتولى السلطة وهي عاجزة عن الفعل ورد الفعل؟ ألا يستحي كل من في مقدمة الصفوف من تمادي بؤس صورة اليمن أمام الأشقاء والأصدقاء من المقيمين ومن السفارات والشركات ، وهل يعقل أن تغلق الأبواب على اليمن بأيادي هؤلاء أهل الحماقة والتعاسة؟ وهل ممكن أن يعتمد آخر عليهم وقد فشلوا حتى في حماية أنفسهم لأنهم فاشلين بالأصل!

 

إنها لحظة تتأكد لنا فيها الحقيقة بجدارة أن ثورة الشباب السلمية ، قد أفقدت النظام سيطرته وأظهرت خاتمة النظام!!!

 

رحم الله قتلى تلك الليلة الظلماء والسوداء، وشل الله أيدي من كان السبب، وكان الله في عون المصابين والجرحى وعجل شفاءهم ، ورحم الله اليمن.

Total time: 0.0588