أخبار الساعة » الاقتصادية » عربية ودولية

شاهد في ثوان كيف خسرت البورصة السعودية 34%.. وهل تواصل الرياض ربط الريال بالدولار؟

- سي ان ان
مع تزايد الضغط الاقتصادي الذي تعانيه السعودية جراء تراجع أسعار النفط تتصاعد الرهانات بين المستثمرين والدعوات بين المحللين الاقتصاديين إلى فك الارتباط بين الدولار والريال السعودي، في إجراء يتوقع البعض أن يعود بنفع كبير وفوري على السعودية بحال اعتماده نظرا لما سيوفره من موارد مالية تضطر الرياض لإنفاقها حاليا حفاظا على أسعار الصرف.
 
الدعوات لم تقتصر على آراء المحللين، بل وصلت إلى حد قيام المستثمر الأمريكي الشهير، بيل آكمان، بإخطار شركائه قبل أيام بأنه قام بالفعل بشراء خيارات تحوّط ستعود بالنفع المادي عليه بحال تراجع سعر صرف الريال. وأشار آكمان في إطار شرحه لأسباب خطوته إلى أن الرياض تعاني "ضغوطات متزايدة" على الريال، متسائلا عن جدوى "إنفاق مئات المليارات من الدولارات لحماية الارتباط" بين الريال والعملة الأمريكية.
 
من جانبها، قالت ميرديث بيرسيكو، المحللة المالية في "ماني مانجر"، إن الكثير من المحللين يراهنون على فكر الرياض لارتباط عملتها بالدولار بسبب الضغوطات الكبيرة التي تعانيها أسعار النفط المتراجعة لأدنى مستوى لها منذ 12 عاما.
 
وتضيف بيرسيكو أن فك الارتباط بين العملتين وما سينتج عنه من تراجع في سعر صرف الريال، سيوفر فائدة فورية للرياض تتمثل في الحصول على نسبة أكبر من الربح عن كل برميل نفط يباع بالدولار، كما أنه سيحرر المملكة من عبء دفع الأموال من أجل الحفاظ على أسعار الصرف الحالية.
 
ولكنها تحذر بالمقابل من أن الخطوة قد تؤدي إلى موجة من التضخم في السوق السعودية يتبعها تحركات مالية تشبه تأثير الدمينو على سائر دول الخليج.
 
وتشير تقارير إلى أن التكهنات حول مستقبل ربط الريال بالدولار تزايدت إلى حد دفع المصرف المركزي السعودي إلى التدخل عبر مخاطبة البنوك للطلب منها الحد من قدرة المستثمرين على شراء بعض عقود الخيار التي تتيح المضاربة على الريال، وفقا لبلومبيرغ.
 
لكن بالمقابل، يرى عدد كبير من المحللين الاقتصاديين أن الارتباط بالدولار وفر للسعودية حالة من الاستقرار المالي طوال العقود الماضية، ما سيجعل من الصعب عليها السير بخيار ترك الدولار، وقد شرح جيسون توفاي، محلل شؤون الشرق الأوسط لدى "كابيتال إيكونومكس" أهمية القضية بالقول: "نعتقد أن الرياض لن تلجأ لخيار خفض سعر صرف الريال إلا كملاذ أخير لها."
 
وتظهر تداعيات تراجع أسعار النفط على سوق الأسهم السعودية التي خسرت منذ بداية 2016 قرابة 18 في المائة، في حين خسرت طوال العالم الماضي 34 في المائة من قيمتها، ورغم فتح أبوابها للاستثمارات الأجنبية، إلا أن الكثير من المستثمرين يترددون في دخولها حاليا، وفقا للخبراء، خاصة مع القلق حيال الوضع المالي للميزانية السعودية التي سجلت عجزا بقرابة 100 مليار دولار خلال 2015، ما دفع المملكة للحد من الإنفاق في ميزانية 2016.

Total time: 0.0557