أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

الشعب ينشد دولة لا ما تبقى منها !!.

- أحمد البحيري
" الحفاظ على ما تبقى من الدولة " بهذه العبارة وتحت هذه اليافطة تجهض مشاريع التغير في بلادنا ،و تتحول الثورة و الدولة معا إلى إرث بغيض من التقاسم والمحاصصة بين عصابان الموت وتجار الحروب ، ويتحول المجرم من زعيم عصابة مكانه الطبيعي السجن و المحاكمة إلى حاكم يضع شعب بأكمله في سجن استبداده وظلمه ، و تتحول أهداف الثورة وتطلعات الشعب إلى آلة انتقام يثأر بها من الشعب من ثار عليه الشعب .
 
مالذي تبقى من الدولة كي نحافظ عليه ؟! 
هل يمكن الحديث عن مؤسسة وطنية واحدة محمية حتى الآن من عبث المليشيا وحربها الإجرامية يمكن إعتبارها نواة صلبة في تشكيل مؤسسات الدولة القادمة  ..؟! 
 
 المؤسسة العسكرية مثلا -كأهم مؤسسة يمكن أن يعول عليها في حماية مرحلة التغير والانتقال إلى مرحلة جديدة- هل تبقى فيها ما يصلح للبناء عليه بعد أن مكنت للمليشيا وتماهت معها في مشروع حربها على الشعب و مؤسسات الدولة .
 
الدولة أو قل شبه الدولة التي كان يستظل بها اليمنيون قبل إنقلاب 21سبتمبر 2014م لم تعد اليوم غائبة عن وأقعهم فحسب ؛ بل  أصبحت مهددة بالغياب حتى من  مخيالهم و مخيلتهم .!!
 
الهؤية الوطنية الجامعة أضحت اليوم ممزقة في إطار المشاريع المناطقية والطائفية و النسيج الاجتماعي المتشظي .
 
إن يافطة الحفاظ على ما تبقى من الدولة وإن غلفت غالبا بلغة العقل و "الحكمة اليمانية " التي تغيب أثناء نشوب الحروب والصراعات ،و تحضور بشكل ملفت بعد أن تقارب الحروب منتهاها أو تقترب من الهضبة التي تشعلها ؛لا يمكن أن يكون في أي حال من الأحوال إلا دعوة للقبول باﻷمر الواقع وهدر لتضحيات الشعب ..و إن إدعى من يقوم به الحكمة  !!.
 
لماذا يغيب عن أذهان هؤلاء "الحكماء " سؤال ماذا يريد المجتمع من الدولة ؟ 
 
هذا السؤال المهم لماذا يغيب ؟! 
رغم أن الاجابة علية لا تتعلق بالأمنيات الفردية أو الرغبات الفئوية و إنما بالصورة التي ينبغي أن تكون عليها الدولة كمشروع لتحقيق غايات اجتماعية كبرى تلبي طموحات شعب وتقدر تضحياته .

Total time: 0.067