أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » الصحة والمجتمع

نساء في السعودية يتعاطين «الشمة» ويروين قصصهن معها

- عبير الفهد
اقتحمت "الشمة" عالم السيدات ولم تعد فقط محصورةً على الرجال؛ ما اعتبره أطباء توسيعًا لدائرة الخطر الذي يهدد صحة السعوديين.
 
ورغم اعترافهن بأنها عادة سيئة، لا تخفي العديد من النساء –ومنهن حاصلات على شهادات جامعية، ومعلمات، وطالبات، وربات منزل- أنهن لا يستطعن التخلي عنها.
 
وتنتشر الشمة في العديد من الدول بأسماء مختلفة؛ فالبعض يطلق عليها "النشوق"، وآخرون يسمونها "تنباك" و"سعوط"، وفق ما جاء في الموسوعة الشعبية.
 
وللشمة ألوان كثيرة؛ فمنها السوداء، والحمراء، والخضراء، والصفراء، والبيضاء، كما أن لها أنواعًا تختلف باختلاف دول إنتاجها؛ فمنها الشمة اليمنية، والشمة السودانية، والشمة الباكستانية، والشمة الهندية، لكن جميعها يحتوي على مواد مكيفة يصعب على المرء الإقلاع عنها بسهولة.
 
ولا توجد إحصائية دقيقة لعدد السعوديات اللائي يتعاطين الشمة، غير أن تكرار التحذيرات الصادرة من الجهات الرسمية يدل على خطورة الظاهرة التي تؤكد دراسات علمية أنها تؤدي إلى عدد من الأمراض؛ أخطرها سرطان الفم.
 
كما تقول إحدى المعلمات لـ"عاجل "، فإنها تعلم أن الشمة ذات رائحة مقززة، لكنها وجدت فيها بديلًا عن إدمان الدخان الذي أدمنته لفترة، وتضيف: "بالشمة أصبحت (مستورة)، وبإمكاني استخدامها في أي وقت".
 
وتكشف الطالبة الجامعية (م.س) أنها تحصل على الشمة "عبر إحدى البوفيهات التي يعمل بها عامل من جنسية إفريقية"، مشيرةً إلى أن "الحصول عليها سهل جدًّا"، فيما تقول طالبة أخرى إنها كانت مبتَعثة ولم تتمكن من الحصول عليها، لكن سيدة من جالية عربية في بلد الابتعاث، أعطتها مقادير صنعها. وتضيف: "فعلًا، عجنتها واحتفظت بها إلى أن تخرجت ورجعت إلى البلاد وعدت لاقتنائها من أحد محلات بيع الفول".
 
من جانبه، أكد مصدر في "مكافحة المخدرات"، أن الشمة لا تعد من المخدرات، لكنها تُمنع؛ أي لا تسجل فيها قضية. وقال: "تتسبب بأضرار ومكروهة، لكنها تستخدم كشيء مُسَلٍّ"، علمًا بأن اللجنة نفسها باشرت مع وزارة الصحة حملات تحذيرية من أخطار هذه المادة، كان آخرها في إبريل الماضي.
 
وبعد سلسلة من التحذيرات أطلقتها وجهات أخرى، قالت في تغريدة عبر حسابها إن "التنباك أو الشمة هي أوراق التبغ الجافة والمطحونة، تحتوي على أكثر من 28 مادة كيماوية مسرطنة؛ فالحذر من أخطارها صحيًّا واجتماعيًّا".
 
وفيما لم توضح "نبراس" طبيعة تلك المواد، يُظهِر فيديو تابع للجنة الدائمة لتعزيز الصحة والوقاية من الأمراض في جامعة الملك خالد؛ أن "الشمة" "تبغ غير محروق، والمادة الفعالة فيه هي النيكوتين السام"، ويدخل في تكوينها "الكلس والتراب والأسمنت والطحين والرماد والحناء والملح والزجاج وروث البهائم والعطرون"، ومن آثارها الإصابة بسرطان الفم وسرطان اللثة والتهاباتها، واصفرار الأسنان وتلوثها.
 
الآثار الصحية 
 
أما طبيب الأسنان مهتدي أحمد، فقال لـ"عاجل" إن الشمة تحتوي على مواد كيميائية مسرطنة، وهي الهيدروكربونات العطرية المتعددة النواة مثل "البنزو بيرين" و"البولونيوم210" و"نيترو سامينيز" و"الراديوم226"، و"الرصاص 210".
 
وأضاف: "أظهرت الدراسات التي أُجريت على الحيوانات أن مادة البنزو بيرين مسببة لسرطان الفم والجلد، كما أثبتت الدراسات العلاقة بين مادة نيترو سامينيز وسرطان الفم والمريء والمعدة".
 
وتابع موضحًا أنها "تتسبب في بالبداية بتكوين الطلوان الأبيض على غشاء الفم المخاطي، وهو أذى أبيض اللون يصيب الغشاء المخاطي، يشكل عرضًا للإصابة بمرض السرطان".
 
وقال: "كشفت الدراسات العلاقة الوطيدة بين استخدام الشمة وظهور أمراض الغشاء المخاطي الفموي"، منوهًا أن هذه الدراسات أظهرت ارتباطًا بين هذا العرض ومرض سرطان الفم.
 
وذكر مهتدي أحمد أن من الآثار الضارة للشمة، تأخر التئام الجروح، والتسوس، والتهاب اللثة، والتهاب اللثة التقرحي الناخر، ونزول اللثة عن مستوى ارتباطها الطبيعي بالأسنان، مضيفًا: "في أغلب الأحيان، يظهر الطلوان الأبيض على الغشاء المخاطي، وهو أذى أبيض اللون يصيب الأنسجة الفموية وقد يكون في مرحلة ما قبل السرطان أو عرضًا للسرطان".
 
ويؤدي استخدام الشمة أيضًا إلى انبعاث رائحة كريهة من الفم، فضلًا عن التأثير السلبي في حاستي الشم والتذوق، وتآكل الأسنان وتصبُّغ الحشوات.
المصدر : عاجل

Total time: 0.0521