أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

الوزراء الجدد ...حينما تحكمنا الأحقاد يتضرر الوطن

- عباس الضالعي

سارع البعض بتوجيه التهم سريعا ، يمينا ويسارا ، لا لشيء وانما هواية ورغبة في توجيه الاتهامات وبعناوين ملفتة للنظر ، بعد ساعات قليلة من قرار تعيين وزيرا الداخلية والنفط الا "والمكنة " اشتغلت ، وزير الداخلية الجديد اثنى عليه بعض من هاجموه سريعا وبمجرد نشر صورة له في ساحة التغيير  بداية الثورة الشبابية واذا بالموقف تغير وهلت عليه الاتهامات والاحكام المسبقة ، ونسي هؤلاء ان المشاركة في الثورة شرف ، وزير الداخلية الحالي صاحب مواقف وحسب ما نقله لي بعض من يعرفونه  انه رجل عملي الى درجة عالية ويؤكد هذا انتشاله ادارة حراسة المنشآت من الصفر ، كلامه في اول مؤتمر صحفي له يدل على نية للعمل الجاد وبمهنية عالية ، هذه بوادر يجب ان يشجعها الاعلام ، اصدار الاحكام والتقييم يؤجل حتى نرى النتائج على الارض اما التقييم السياسي من طرف معين فهذا موقف متعلق بذلك الطرف المعروف عنه العداء لكل ما له علاقة بالتغيير 

اما يتعلق بالهجوم على وزير النفط الدكتور خالد بحاح والذي جاء انتقائيا ، هذا الهجوم ليس جديدا على وزير النفط الحالي من قبل وسائل اعلام معينة ! وله صلة بالهجوم الذي شن عليه اثناء فترة توليه الوزارة سابقا و حقيقة هذا الهجوم والتشويه له علاقة بموقف الرجل من قضايا عميقة ! تتعلق برفضه تنفيذ توجيهات ليس لها علاقة بالاداء ، معروف أي وزير كان يرفض توجيهات بعينها من اشخاص معينين ! تكون النتيجة تسريب معلومات "لمكينة" التشويه التي بدورها تطحن بدون اخلاق !

الدكتور خالد بحاح عرفه قطاع النفط كواحدا من الناجحين ، ويحمل رؤية ادارية ناضجة وكان له طموح للإرتقاء بقطاع النفط ، وترك بصمات واضحة ، اهمها اهتمامه الكبير بالكادر البشري الذي اعتبرها مصدر هام للإنتاج وله بصمات بقضية اليمننة وقضايا اخرى

الهجوم على وزير النفط الحالي جاء مقتبس من منشور له على حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي  فيس بوك ، هو عبارة عن توضيح لقضية نفط الجوف التي تناولها الاعلام وجاءت في بشكل مختصر ضمن منشور تناول عدة قضايا ومنها نفط الجوف التي قال عنها (العام الماضي عشنا مع قصة ان اليمن قابعة على حقل كبير من "النفط" يشكل ثلث المخزون العالمي في محافظة الجوف، وعليه، خطب الخطباء، وشعر الشعراء، وتحدث الناشطين عبر وسائل الاتصال، ثم انتقل ليصبح حديث السياسية، حيث ان الشقيقة الكبرى هي من يقف عائقاً لإستخراجة لعدم استكمال توثيق الحدود، تلاها تحرك قبائل اليمن للمرابطة على الحدود حتى تمنع توغل المعتدي، وكان جلياً بان الة إعلامية منظمة دفعت بهذا الخبر لغرض في نفس يعقوب، وانتهى الموضوع الوهمي بهدؤ تام .. انتهى )  فعلا موضوع نفط الجوف  مثل ضجة اعلامية وبحكم انه وزير سابق للنفط كان حديثه حول تشعب الموضوع وتسييسه  ، وكان تركيزه على اتخاذ جوانب سياسية للنفط بالجوف ونحن نعلم كيف تم تناول الموضوع بأبعاد كثيرة وفقا لمقتضى تسجيل المواقف ، ولم يشير الى وجود نفط من عدمه لان الرجل مهني ويعرف ان هذا الموضوع من شأن المختصين والفنيين

التشكيك والاتهامات التي بناها البعض ربما دون قراءة الموضوع الخاص بالدكتور بحاح ولا اعلم من اين عرف المخرجون وهواة السبق ان وزير النفط خائن وعميل وان بترول الجوف لن يستخرج في عهده كما جاء في العناوين ومنشورات اخرى ، المعروف عن الوزير بحاح انه مهني ويعمل بإسلوب اداري حديث ، وهو كفاءة تحترم ، فموضوع نفط الجوف وغيره هو من اختصاص ادارات معنية بالامر ومدرج ضمن البرامج والسياسات التي تسيؤ عليها الوزارة والوحدات التابعة لها ذات العلاقة وهذا يعني ان الامر ليس مزاجيا ، صحيح ان استخراج النفط في اليمن وخاصة بالمناطق الحدودية مع اجارة الشقيقة ذو شجون وهناك رغبات في تجميد هذا الموضوع ، لكن المتغيرات الجديدة في اليمن تفرض على قيادة البلد التحرر من هذه الرغبات التي لا تتوافق مع متطلبات المرحلة الحالية والانتقال الى الستقبل

ليس دفاعا عن الدكتور خالد بحاح وانما مساهمة في التخفيف من السجالات التي ليس لها نتائج ايجابية ، من يتولى وزارة النفط يسعى الى تسجيل نجاحات في عهده واهم هذه النجاحات هو استخراج النفط واضافة قطاعات جديدة لانتاج وتصدير النفط والغاز ، وليس معقولا ولا مقبولا ان يكون للدكتور بحاح أي توجه يعيق هذا الموضوع ، وانا على ثقة بأنه سيكون اكبر الداعمين لموضوع اضافة قطاعات جديدة الى خريطة الانتاج الحالي للنفط والغاز بما اعرفه عنه كرجل عملي وناضج وصاحب قرار

بالنسبة لموضوع نفط الجوف قد يكون للمتغيرات التي طرأت على الموضوع مؤخرا   ربما ان الاخ الوزير خالد بحاح لم يطلع عليها وهذا طبيعي لانه يعمل خارج البلد سفيرا لليمن في كندا

انا تلقيت رسالة تتعلق بنفط الجوف من شخص له علاقة بإدارة شئون المحافظة وكان احد الحاضرين اثناء تدشين الحقل التجريبي الاول من قبل شركة صافر والمختصين بالاستكشافات النفطية واكد لي ان المؤشرات الاولية للبئر الاستكشافية الاولى اظهرت وجود كمية من الغاز دون ان يتم تحديد الكميات بشكل دقيق ، وبما ان الموضوع تشعب الى ابعاد اخرى كان للدكتور خالد تعليق بهذه الجزئية التي ذهبت بعيدا بشكل مبالغ

البعض  تعاملوا مع الموضوع وكأنهم وجدوا ضالتهم بتشويه صورة الرجل واتهامه بعيدا عن الحقيقة او اخلاق المهنة ، وهذه الاتهامات ليست وليدة اللحظة وانما لها صلة بتشويه الرجل في الفترة السابقة ،  لان طرفا سياسيا يعتبر اعادة تعيين الدكتور خالد بحاح وزيرا للنفط فسر لدى هذا الطرف انه تحدي وانه رد اعتبار للرجل ، هو رد اعتبار فعلا لان تلك الاشاعات التي سوقت يومها لم يكون لها دليل بل ان شخصية ما!! تحدى .. ووضع امام الرئيس السابق شيك مفتوح وقال له هذا الشيك يكتب عليه أي مبلغ يثبت على خالد بحاح ،  فما كان من الرئيس السابق الا ان اصدر قرار بتعيينه سفيرا لدى كندا ، وعرف حينها ان الاشاعة كانت شماعة لازاحته من وزارة النفط لوقوفه بالرفض لتمرير توجيهات مخالفة وصفقات فساد  !! وللعلم وكما نقل الي من مصدر مقرب من الدكتور خالد بحاح انه لم يقبل بمنصب وزير النفط حاليا الا بعد الموافقة على شروط وضعها على طاولة الرئيس الحالي وبحسب هذا المصدر المقرب ان الشروط كلها تتعلق بالصلاحيات وعدم التدخل بشئون الوزارة من قبل النافذين ، والنافذين هنا اشخاص ومؤسسات وشركات وقيادات ومقربين من صاحب القرار الاول ، هذا يعني ان الرجل واضح وشفاف وان المنصب تكليف وليس تشريف وهو يعرف انه يؤدي مهمة وهذه المهمة تتعلق بتاريخه وسمعته فهو احرص الناس على الحفاظ على سمعته وتاريخه

المؤكد الدكتور خالد بحاح كفاءة وطنية ومهني ورجل ادارة ورجل انجاز من الطراز الاول علما انه الذي اشرف على مشروع غاز بلحاف بنسبة 80% وهو من الذين يحترمون العمل وقد يكون من الوزراء النادرين الذين يحضرون في اول ساعة للدوام اليومي ويعرف العاملين بالنفط بقدراته واسلوب اداراته ، وقرار تعيينه من جديد وزير للنفط قرار صائب فالقرار وضع الرجل المناسب في المكان المناسب

الدكتور خالد بحاح شفاف في عمله وفي حال وجدنا شيئا يخالف الشفافية فلن نقف دون توحيه الانتقاد له وسأكون اول الذين يوجهون اقلامهم اليه بكل صدق ومهنية

 

نقلا عن صحيفة ايلاف

 

 

Total time: 0.0496